يتضمن البرنامج الثقافي لمهرجان الجنادرية، ندوة حول «رؤية خادم الحرمين الشريفين في الإصلاح المالي والإداري ومحاربة الفساد»، بعد غد السبت من الثامنة إلى العاشرة مساء في قاعة مكارم في فندق ماريوت في الرياض، بمشاركة كل من رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد محمد عبدالله الشريف، والباحثين: عبدالرحمن العجلان، الدكتور عبدالله العبدالقادر، الدكتور عبدالعزيز الدخيل، وحسين شبكشي، وعبدالعزيز قاسم.
وقد أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رؤيته الإصلاحية والتطويرية منذ توليه حكم المملكة (26 جمادى الآخرة 1426هـ، 1 أغسطس 2005م)، ومنذ ذلك التاريخ لقب بـ«رجل التطوير والإصلاح والتغيير».
وقرأ الملك عبدالله في طريقه الإصلاحي الواقع قراءة واعية سعيا لتنمية المجتمع ومكافحة الفساد، وتطوير القضاء والتعليم، ودعم الاقتصاد، ومنح المرأة حقوقها.
ذلك كله أثمر علاقة متزايدة بين الحاكم والمحكوم، ودعم الوحدة الوطنية والتلاحم الداخلي، ووسع المشاركة الشعبية، وعزز قيم المواطنة والحرية والعدالة، وأشاع الحوار والتسامح، واحترام حقوق الأفراد، وزاد العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وحقق الشفافية والمحاسبة والتنمية المتوازنة، فنال بسياساته الإصلاحية حب المواطن السعودي.
مكافحة الإرهاب
اعتبرت المملكة عالميا، أحد أهم الشركاء في الجهود العالمية لمحاربة الإرهاب، وقال خادم الحرمين في إحدى كلماته حول مكافحة الإرهاب: «إذا ما أردنا التعرف على منابع الإرهاب الدولي فعلينا التوجه إلى بؤر النزاعات الدولية التي تشكل أرضا خصبة يستغلها الإرهابيون للترويج لمخططاتهم الإجرامية، ومنطقتنا زاخرة بهذه المشكلات، وبالتأكيد فإن حل النزاعات لن يساهم فقط في تحقيق أمن واستقرار المنطقة وشعوبها، بل وسيدعم جهودنا المتواصلة لمكافحة هذه الظاهرة ويجرد الإرهابيين من حجة استغلالها لتحقيق مآربهم الخبيثة».
وقال في مناسبة أخرى «أوضحت في أول عملية إرهابية بأننا سوف نحارب الإرهاب ومن يدعمون الإرهابيين أو يوافقون على أفعالهم، حتى لو اقتضى الأمر منا الحرب لعشرة أو عشرين أو ثلاثين عاما، حتى نقضي على هذا البلاء، واعتقد أنه يجب على العالم أن يعمل يدا بيد إذا أردنا القضاء على الإرهاب».
الحوار والتسامح
أراد الملك عبدالله ترسيخ مبدأ الحوار الوطني من خلال مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الذي أنشأه لهذا الغرض، وينظم المركز اللقاء الوطني للحوار الفكري.
وعلى المستوى الحوار العالمي؛ حمل ملف «الحوار بين أتباع الأديان» إلى الأمم المتحدة، بعد أن جمع رموز الأديان والثقافات المعتبرة في مدريد في «المؤتمر العالمي للحوار» في مبادرته العالمية للحوار من أجل ترسيخ التسامح والسلام العالمي، بأهداف تسعى لإحياء التواصل والتقارب الديني والثقافي بين شعوب العالم، فأصبح الحوار أسلوب الشعوب العالمية.
الجهد الإنساني
إنسانيا؛ منح الملك عبدالله في بولندا جائزة «ليخ فاونسا» العالمية لجهوده الإنسانية وأعماله في المجالات الخيرية والإغاثية، ونال من برنامج الأغذية العالمي لقب «بطل مكافحة الجوع»، تقديرا لدعمه المبذول لمكافحة الجوع بأن منحت المملكة البرنامج 500 مليون دولار أمريكي لحماية ملايين الأشخاص في الدول النامية من عواقب ارتفاع أسعار الغذاء، ومنحته جائزة «ليخ فاليسا» في بولندا جائزته اعترافا بعمله الإنساني والخيري. ومنحته المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر «قلادة أبي بكر الصديق» من الطبقة الأولى تقديرا لجهوده الإنسانية، وعرفانا بدوره الشخصي في ميدان العمل الإنساني. ومنح عام 1426هـ جائزة «فيليكس» تقديرا للفتته الإنسانية.
التنمية الاقتصادية
على المستوى الاقتصاد العالمي، نال الملك عبدالله «جائزة برشلونة» العالمية عن إنشائه مدينته الاقتصادية في ثول، تقديرا لجهوده الجبارة وقيامه بمشروع تنموي غير مسبوق ينم عن بعد نظر ورؤية ثاقبة وروح المبادرة الإيجابية.
وكان أن قال الملك عبدالله في قمة مجموعة الـ20 عام 2010م «من المهم أن يكون النمو العالمي أقوى وأكثر توازنا وقدرة على الاستمرار من خلال تبني إجراءات منسقة من قبل دول المجموعة، وفي الوقت نفسه مراعاة الاحتياجات والظروف الخاصة بكل دولة»، وأضاف أن «قدرة النظام المالي في المملكة على الصمود تعززت على مدار السنوات الماضية، بفضل الإجراءات الصارمة والرقابة الاستباقية»، موضحا أن «النظام المصرفي احتفظ بسلامة أوضاعه وبمستويات ربحيته ورسلمته المرتفعة، حتى في أعقاب الأزمة العالمية الأخيرة».
وبذلك، تبوأت المملكة في عهد الملك عبدالله مكانة مرموقة في منظومة الاقتصاد العالمي، وأسهمت الرؤية الثاقبة له بالنهوض باقتصاد المملكة ووضعه في مصاف الاقتصادات العالمية.
وكان تقرير الهيئة العامة للاستثمار (1432هـ/2011م) قد أوضح أن «المملكة كسائر بلاد العالم على إدراك كامل بتلك المكاسب التي يأتي على رأسها الاستثمار الأجنبي يقوم بدور جوهري في تحسين هيكل التجارة الخارجية للمملكة، ويسهم في تنويع القاعدة الإنتاجية، ويؤهل مخرجاتها للوصول لغزو الأسواق العالمية والمنافسة فيها، الأمر الذي سيضاعف القدرة التصديرية للمملكة، وينعكس أثره على خزانة الدولة ومستوى نموها الاقتصادي، وتوفير فرص العمل، ونقل التقنية وتوطينها، وتدريب العمالة ورفع كفاءتها، وإدخال المفاهيم الإدارية الحديثة في الأعمال ذات الطابع الاقتصادي».
أما المدن الاقتصادية في المملكة؛ فإنها تحقق التنمية الاقتصادية المتوازنة، والتنوع الاقتصادي، وتوفير الوظائف، وتوفير البنى التحتية ونقل المعرفة، ويقدر حجم الاستثمارات المتوقع ضخها في المدن الاقتصادية الأربع بنحو 280 مليار ريال في السنوات العشر المقبلة، وستوفر تلك المدن أكثر من مليوني وظيفة، وهذه المدن هي: مدينة الملك عبدالعزيز الاقتصادية في رابع، مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل، ومدينة المعرفة الاقتصادية في المدينة المنورة، ومدينة جازان الاقتصادية.
سياسة متوازنة وتقدير عالمي
لقي الملك عبدالله تقدير العالم الخارجي بامتلاكه سياسية متوازنة، وعدم تدخل في شؤون الدول الأخرى، واحترامه للمواثيق والعهود الدولية، واهتمامه بالإنسان والحرص على تطويره.
أما أهم الألقاب التي حصل عليها تقديرا لجهوده:
• صنفته مجلة (فوربس) الأمريكية كشخصية أولى مؤثرة عربيا.
• صنفته مجلة (نيوز ويك) الأمريكية ضمن أكثر 10 زعماء في العالم كسبوا احتراما دوليا.
• صنفته مجلة (تايم) الأمريكية واحدا من أهم الشخصيات في العالم.
• صنفه مركز الرأي العام العالمي في جامعة ماريلاند الأمريكية؛ الأول بين زعماء الشرق الأوسط، وأحد أهم الرموز السياسية الحالية في العالم لدعمه قضايا المسلمين ومساعدته الدول الفقيرة.
• صنفه المركز الملكي الأردني للبحوث والدراسات الإسلامية على قائمة أبرز 500 شخصية مؤثرة في العالم الإسلامي.
• منح شخصية العام السياسية في الخليج عام 2005م.
• منحته منظمة الصحة العالمية جائزة مكافحة التدخين (1428هـ).
ذلك التقدير العالمي يأتي انعكاسا حقيقيا لما أنجزه في فترة وجيزة حققت فيها المملكة قفزات كبيرة في عدة مجالات، فأصبح ذلك مفخرة للمواطن السعودي أينما ذهب من أنحاء العالم.
قرارات إصلاحية لتنمية المجتمع السعودي
من أجل التطوير والإصلاح، هناك العديد من المشاريع التنموية للمواطن السعودي، منها:
• خصص لمشروع الملك عبدالله لتطوير مرفق القضاء ميزانية بلغت 7 مليارات ريال (1428هـ)،
• خصص لمشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام مبلغ 9 مليارات ريال (1428هـ)،
• التوسع في إنشاء الجامعات التي وصل عددها إلى 25 جامعة في مناطق المملكة، منها (جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية) كأهم صرح جامعي في الشرق الأوسط (1430هـ).
• إنشاء مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال ليكون مرجعا لجميع الحالات المستعصية ومنها حالات التوائم السيامية.
• إنشاء الصندوق الخيري لمعالجة الفقر وهو مؤسسة اجتماعية (1423هـ).
• إنشاء «جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة» وهي جائزة تقديرية عالمية تمنح سنويا للأعمال المتميزة والجهود البارزة في مجال الترجمة (1427هـ).
• تحسين المستوى المعيشي للمواطن، بصدور الأمر الملكي بزيادة رواتب جميع فئات العالمين السعوديين في الدولة من مدنيين وعسكريين، والمتقاعدين وأعضاء مجلس الشورى بنسبة 15% باستثناء الوزراء ومن في مراتبهم وشاغلي المرتبة الممتازة (1426هـ).
• صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين على معالجة أوضاع موظفي الدولة العاملين على بند الأجور، والمستخدمين والعاملين بالرواتب المقطوعة الذين يحملون مؤهلات علمية ويزاولون أعمالا لا تتفق مع طبيعة الأعمال التي تشملها مسميات هذه الوظائف بتثبيتهم على وظائف رسمية في جميع القطاعات الحكومية على مراتب تتفق مع مؤهلاتهم العلمية (1426هـ).
• وافق خادم الحرمين الشريفين على إعفاء المتأخرين عن السداد ممن لديهم أقساط متأخرة من مقترضي صندوق التنمية العقارية بنسبة 10% من إجمالي الأقساط حال تسديدها كاملة (1427هـ).
• أصدر خادم الحرمين الشريفين أمرا ملكيا بتخفيض أسعار البنزين والديزل (1427هـ).
• أصدر خادم الحرمين الشريفين أوامره الكريمة بالتسديد عن الموقوفين في الحقوق الخاصة ممن عليهم ديون أو ديات وثبت عجزهم ولم يكن المدين مماطلا أو متلاعبا بأموال الناس، أو ترتبت عليه الأموال نتيجة جريمة ارتكبها (1427هـ).
• أعلن خادم الحرمين الشريفين عن سعيه لإنشاء صندوق استثماري لذوي الدخل المحدود وأسرهم وإيداع أموالهم فيه، على أن تضمن الدولة رؤوس الأموال في حالة الخسارة (1427هـ).
• وضع خادم الحرمين الشريفين في المدينة المنورة حجر الأساس لمشروعه لتظليل الساحات المحيطة بالمسجد النبوي، ومشروع تطوير الساحة الشرقية، وإنشاء محطة النقل والمواقف (1427هـ).
• أعلن عن إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وتعنى بتحقيق حماية النزاهة ومكافحة الفساد بشتى صوره ومظاهره وتحصين المجتمع السعودي ضد الفساد، وقيام الأجهزة الحكومية المعنية بحماية النزاهة ومكافحة الفساد بممارسة اختصاصاتها وتطبيق الأنظمة المتعلقة بذلك، وتقليص الإجراءات وتسهيلها والعمل بمبدأ المساءلة لكل مسؤول مهما كان موقعه وفقا للأنظمة (1428هـ).
• وضع خادم الحرمين الشريفين حجر الأساس لمشروع خط سكة حديدي (الشمال/الجنوب) ويبدأ من الحديثة ويمر بخمس مناطق في المملكة: الجوف، حائل، القصيم، الرياض، والمنطقة الشرقية (1428هـ).
• صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين على توسعة ساحات الحرم المكي بعمق 380 مترا شمالا، وإنشاء أنفاق المشاة ومحطة الخدمات (1428هـ).
اهتمام بالقضايا العربية والإسلامية
اهتم بالقضايا العربية والإسلامية، أبرزها: الجهود المبذولة لوقف العدوان على لبنان وتطويق الأزمة اللبنانية (2006م)، إعلان وثيقة مكة المكرمة لوقف الاقتتال بين العراقيين من سنة وشيعة (2006م)، حل الخلافات بين الفصائل الفلسطينية لرأب الصدع بين الأشقاء الفلسطينيين (2007م)، رعاية مراسم توقيع نتائج مؤتمر المصالحة بين الأطراف الصومالية المتنازعة (2007م)، ورعاية المصالحة السودانية التشادية باتفاق ثنائي لتعزيز العلاقات بين البلدين وتجنيبهما الصراعات.
وقال الملك عبدالله في قمة الكويت الاقتصادية في يناير 2009م إن «خلافاتنا السياسية أدت إلى فرقتنا وانقسامنا وشتات أمرنا، وكانت هذه الخلافات وما زالت عونا للعدو الإسرائيلي الغادر ولكل من يريد شق الصف العربي لتحقيق أهدافه الإقليمية على حساب وحدتنا وعزتنا وآمالنا، إننا قادة الأمة العربية مسؤولون جميعا عن هذا الوهن الذي أصاب وحدة موقفنا وعن الضعف الذي هدد تضامننا، أقول هذا ولا أستثني أحدا منا».
وقال في المناسبة نفسها «اسمحوا لي أن أعلن باسمنا جميعا أننا تجاوزنا مرحلة الخلاف، وفتحنا باب الأخوة العربية والوحدة لكل العرب دون استثناء أو تحفظ، وأننا سنواجه المستقبل بإذن الله نابذين خلافاتنا صفا وحدا كالبنيان المرصوص مستشهدين بقوله تعالى (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).
وقد أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رؤيته الإصلاحية والتطويرية منذ توليه حكم المملكة (26 جمادى الآخرة 1426هـ، 1 أغسطس 2005م)، ومنذ ذلك التاريخ لقب بـ«رجل التطوير والإصلاح والتغيير».
وقرأ الملك عبدالله في طريقه الإصلاحي الواقع قراءة واعية سعيا لتنمية المجتمع ومكافحة الفساد، وتطوير القضاء والتعليم، ودعم الاقتصاد، ومنح المرأة حقوقها.
ذلك كله أثمر علاقة متزايدة بين الحاكم والمحكوم، ودعم الوحدة الوطنية والتلاحم الداخلي، ووسع المشاركة الشعبية، وعزز قيم المواطنة والحرية والعدالة، وأشاع الحوار والتسامح، واحترام حقوق الأفراد، وزاد العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وحقق الشفافية والمحاسبة والتنمية المتوازنة، فنال بسياساته الإصلاحية حب المواطن السعودي.
مكافحة الإرهاب
اعتبرت المملكة عالميا، أحد أهم الشركاء في الجهود العالمية لمحاربة الإرهاب، وقال خادم الحرمين في إحدى كلماته حول مكافحة الإرهاب: «إذا ما أردنا التعرف على منابع الإرهاب الدولي فعلينا التوجه إلى بؤر النزاعات الدولية التي تشكل أرضا خصبة يستغلها الإرهابيون للترويج لمخططاتهم الإجرامية، ومنطقتنا زاخرة بهذه المشكلات، وبالتأكيد فإن حل النزاعات لن يساهم فقط في تحقيق أمن واستقرار المنطقة وشعوبها، بل وسيدعم جهودنا المتواصلة لمكافحة هذه الظاهرة ويجرد الإرهابيين من حجة استغلالها لتحقيق مآربهم الخبيثة».
وقال في مناسبة أخرى «أوضحت في أول عملية إرهابية بأننا سوف نحارب الإرهاب ومن يدعمون الإرهابيين أو يوافقون على أفعالهم، حتى لو اقتضى الأمر منا الحرب لعشرة أو عشرين أو ثلاثين عاما، حتى نقضي على هذا البلاء، واعتقد أنه يجب على العالم أن يعمل يدا بيد إذا أردنا القضاء على الإرهاب».
الحوار والتسامح
أراد الملك عبدالله ترسيخ مبدأ الحوار الوطني من خلال مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الذي أنشأه لهذا الغرض، وينظم المركز اللقاء الوطني للحوار الفكري.
وعلى المستوى الحوار العالمي؛ حمل ملف «الحوار بين أتباع الأديان» إلى الأمم المتحدة، بعد أن جمع رموز الأديان والثقافات المعتبرة في مدريد في «المؤتمر العالمي للحوار» في مبادرته العالمية للحوار من أجل ترسيخ التسامح والسلام العالمي، بأهداف تسعى لإحياء التواصل والتقارب الديني والثقافي بين شعوب العالم، فأصبح الحوار أسلوب الشعوب العالمية.
الجهد الإنساني
إنسانيا؛ منح الملك عبدالله في بولندا جائزة «ليخ فاونسا» العالمية لجهوده الإنسانية وأعماله في المجالات الخيرية والإغاثية، ونال من برنامج الأغذية العالمي لقب «بطل مكافحة الجوع»، تقديرا لدعمه المبذول لمكافحة الجوع بأن منحت المملكة البرنامج 500 مليون دولار أمريكي لحماية ملايين الأشخاص في الدول النامية من عواقب ارتفاع أسعار الغذاء، ومنحته جائزة «ليخ فاليسا» في بولندا جائزته اعترافا بعمله الإنساني والخيري. ومنحته المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر «قلادة أبي بكر الصديق» من الطبقة الأولى تقديرا لجهوده الإنسانية، وعرفانا بدوره الشخصي في ميدان العمل الإنساني. ومنح عام 1426هـ جائزة «فيليكس» تقديرا للفتته الإنسانية.
التنمية الاقتصادية
على المستوى الاقتصاد العالمي، نال الملك عبدالله «جائزة برشلونة» العالمية عن إنشائه مدينته الاقتصادية في ثول، تقديرا لجهوده الجبارة وقيامه بمشروع تنموي غير مسبوق ينم عن بعد نظر ورؤية ثاقبة وروح المبادرة الإيجابية.
وكان أن قال الملك عبدالله في قمة مجموعة الـ20 عام 2010م «من المهم أن يكون النمو العالمي أقوى وأكثر توازنا وقدرة على الاستمرار من خلال تبني إجراءات منسقة من قبل دول المجموعة، وفي الوقت نفسه مراعاة الاحتياجات والظروف الخاصة بكل دولة»، وأضاف أن «قدرة النظام المالي في المملكة على الصمود تعززت على مدار السنوات الماضية، بفضل الإجراءات الصارمة والرقابة الاستباقية»، موضحا أن «النظام المصرفي احتفظ بسلامة أوضاعه وبمستويات ربحيته ورسلمته المرتفعة، حتى في أعقاب الأزمة العالمية الأخيرة».
وبذلك، تبوأت المملكة في عهد الملك عبدالله مكانة مرموقة في منظومة الاقتصاد العالمي، وأسهمت الرؤية الثاقبة له بالنهوض باقتصاد المملكة ووضعه في مصاف الاقتصادات العالمية.
وكان تقرير الهيئة العامة للاستثمار (1432هـ/2011م) قد أوضح أن «المملكة كسائر بلاد العالم على إدراك كامل بتلك المكاسب التي يأتي على رأسها الاستثمار الأجنبي يقوم بدور جوهري في تحسين هيكل التجارة الخارجية للمملكة، ويسهم في تنويع القاعدة الإنتاجية، ويؤهل مخرجاتها للوصول لغزو الأسواق العالمية والمنافسة فيها، الأمر الذي سيضاعف القدرة التصديرية للمملكة، وينعكس أثره على خزانة الدولة ومستوى نموها الاقتصادي، وتوفير فرص العمل، ونقل التقنية وتوطينها، وتدريب العمالة ورفع كفاءتها، وإدخال المفاهيم الإدارية الحديثة في الأعمال ذات الطابع الاقتصادي».
أما المدن الاقتصادية في المملكة؛ فإنها تحقق التنمية الاقتصادية المتوازنة، والتنوع الاقتصادي، وتوفير الوظائف، وتوفير البنى التحتية ونقل المعرفة، ويقدر حجم الاستثمارات المتوقع ضخها في المدن الاقتصادية الأربع بنحو 280 مليار ريال في السنوات العشر المقبلة، وستوفر تلك المدن أكثر من مليوني وظيفة، وهذه المدن هي: مدينة الملك عبدالعزيز الاقتصادية في رابع، مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل، ومدينة المعرفة الاقتصادية في المدينة المنورة، ومدينة جازان الاقتصادية.
سياسة متوازنة وتقدير عالمي
لقي الملك عبدالله تقدير العالم الخارجي بامتلاكه سياسية متوازنة، وعدم تدخل في شؤون الدول الأخرى، واحترامه للمواثيق والعهود الدولية، واهتمامه بالإنسان والحرص على تطويره.
أما أهم الألقاب التي حصل عليها تقديرا لجهوده:
• صنفته مجلة (فوربس) الأمريكية كشخصية أولى مؤثرة عربيا.
• صنفته مجلة (نيوز ويك) الأمريكية ضمن أكثر 10 زعماء في العالم كسبوا احتراما دوليا.
• صنفته مجلة (تايم) الأمريكية واحدا من أهم الشخصيات في العالم.
• صنفه مركز الرأي العام العالمي في جامعة ماريلاند الأمريكية؛ الأول بين زعماء الشرق الأوسط، وأحد أهم الرموز السياسية الحالية في العالم لدعمه قضايا المسلمين ومساعدته الدول الفقيرة.
• صنفه المركز الملكي الأردني للبحوث والدراسات الإسلامية على قائمة أبرز 500 شخصية مؤثرة في العالم الإسلامي.
• منح شخصية العام السياسية في الخليج عام 2005م.
• منحته منظمة الصحة العالمية جائزة مكافحة التدخين (1428هـ).
ذلك التقدير العالمي يأتي انعكاسا حقيقيا لما أنجزه في فترة وجيزة حققت فيها المملكة قفزات كبيرة في عدة مجالات، فأصبح ذلك مفخرة للمواطن السعودي أينما ذهب من أنحاء العالم.
قرارات إصلاحية لتنمية المجتمع السعودي
من أجل التطوير والإصلاح، هناك العديد من المشاريع التنموية للمواطن السعودي، منها:
• خصص لمشروع الملك عبدالله لتطوير مرفق القضاء ميزانية بلغت 7 مليارات ريال (1428هـ)،
• خصص لمشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام مبلغ 9 مليارات ريال (1428هـ)،
• التوسع في إنشاء الجامعات التي وصل عددها إلى 25 جامعة في مناطق المملكة، منها (جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية) كأهم صرح جامعي في الشرق الأوسط (1430هـ).
• إنشاء مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال ليكون مرجعا لجميع الحالات المستعصية ومنها حالات التوائم السيامية.
• إنشاء الصندوق الخيري لمعالجة الفقر وهو مؤسسة اجتماعية (1423هـ).
• إنشاء «جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة» وهي جائزة تقديرية عالمية تمنح سنويا للأعمال المتميزة والجهود البارزة في مجال الترجمة (1427هـ).
• تحسين المستوى المعيشي للمواطن، بصدور الأمر الملكي بزيادة رواتب جميع فئات العالمين السعوديين في الدولة من مدنيين وعسكريين، والمتقاعدين وأعضاء مجلس الشورى بنسبة 15% باستثناء الوزراء ومن في مراتبهم وشاغلي المرتبة الممتازة (1426هـ).
• صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين على معالجة أوضاع موظفي الدولة العاملين على بند الأجور، والمستخدمين والعاملين بالرواتب المقطوعة الذين يحملون مؤهلات علمية ويزاولون أعمالا لا تتفق مع طبيعة الأعمال التي تشملها مسميات هذه الوظائف بتثبيتهم على وظائف رسمية في جميع القطاعات الحكومية على مراتب تتفق مع مؤهلاتهم العلمية (1426هـ).
• وافق خادم الحرمين الشريفين على إعفاء المتأخرين عن السداد ممن لديهم أقساط متأخرة من مقترضي صندوق التنمية العقارية بنسبة 10% من إجمالي الأقساط حال تسديدها كاملة (1427هـ).
• أصدر خادم الحرمين الشريفين أمرا ملكيا بتخفيض أسعار البنزين والديزل (1427هـ).
• أصدر خادم الحرمين الشريفين أوامره الكريمة بالتسديد عن الموقوفين في الحقوق الخاصة ممن عليهم ديون أو ديات وثبت عجزهم ولم يكن المدين مماطلا أو متلاعبا بأموال الناس، أو ترتبت عليه الأموال نتيجة جريمة ارتكبها (1427هـ).
• أعلن خادم الحرمين الشريفين عن سعيه لإنشاء صندوق استثماري لذوي الدخل المحدود وأسرهم وإيداع أموالهم فيه، على أن تضمن الدولة رؤوس الأموال في حالة الخسارة (1427هـ).
• وضع خادم الحرمين الشريفين في المدينة المنورة حجر الأساس لمشروعه لتظليل الساحات المحيطة بالمسجد النبوي، ومشروع تطوير الساحة الشرقية، وإنشاء محطة النقل والمواقف (1427هـ).
• أعلن عن إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وتعنى بتحقيق حماية النزاهة ومكافحة الفساد بشتى صوره ومظاهره وتحصين المجتمع السعودي ضد الفساد، وقيام الأجهزة الحكومية المعنية بحماية النزاهة ومكافحة الفساد بممارسة اختصاصاتها وتطبيق الأنظمة المتعلقة بذلك، وتقليص الإجراءات وتسهيلها والعمل بمبدأ المساءلة لكل مسؤول مهما كان موقعه وفقا للأنظمة (1428هـ).
• وضع خادم الحرمين الشريفين حجر الأساس لمشروع خط سكة حديدي (الشمال/الجنوب) ويبدأ من الحديثة ويمر بخمس مناطق في المملكة: الجوف، حائل، القصيم، الرياض، والمنطقة الشرقية (1428هـ).
• صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين على توسعة ساحات الحرم المكي بعمق 380 مترا شمالا، وإنشاء أنفاق المشاة ومحطة الخدمات (1428هـ).
اهتمام بالقضايا العربية والإسلامية
اهتم بالقضايا العربية والإسلامية، أبرزها: الجهود المبذولة لوقف العدوان على لبنان وتطويق الأزمة اللبنانية (2006م)، إعلان وثيقة مكة المكرمة لوقف الاقتتال بين العراقيين من سنة وشيعة (2006م)، حل الخلافات بين الفصائل الفلسطينية لرأب الصدع بين الأشقاء الفلسطينيين (2007م)، رعاية مراسم توقيع نتائج مؤتمر المصالحة بين الأطراف الصومالية المتنازعة (2007م)، ورعاية المصالحة السودانية التشادية باتفاق ثنائي لتعزيز العلاقات بين البلدين وتجنيبهما الصراعات.
وقال الملك عبدالله في قمة الكويت الاقتصادية في يناير 2009م إن «خلافاتنا السياسية أدت إلى فرقتنا وانقسامنا وشتات أمرنا، وكانت هذه الخلافات وما زالت عونا للعدو الإسرائيلي الغادر ولكل من يريد شق الصف العربي لتحقيق أهدافه الإقليمية على حساب وحدتنا وعزتنا وآمالنا، إننا قادة الأمة العربية مسؤولون جميعا عن هذا الوهن الذي أصاب وحدة موقفنا وعن الضعف الذي هدد تضامننا، أقول هذا ولا أستثني أحدا منا».
وقال في المناسبة نفسها «اسمحوا لي أن أعلن باسمنا جميعا أننا تجاوزنا مرحلة الخلاف، وفتحنا باب الأخوة العربية والوحدة لكل العرب دون استثناء أو تحفظ، وأننا سنواجه المستقبل بإذن الله نابذين خلافاتنا صفا وحدا كالبنيان المرصوص مستشهدين بقوله تعالى (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).